أغذية معينة قد تتحول إلى مواد ضارة

يسأل كثير من الناس عن طرق التخلص من السموم، فهم يسمعون ويشاهدون ويقرؤون، ولكن الكثير منهم لا يجدون الطريقة المناسبة الصحية المأمونة لذلك.
عندما يهضم الجسم الغذاء، ليحوله إلى مواد مهمة للجسم وطاقة، تتبقى مواد غير مهضومة، وباقي نواتج التحلل الغذائي ومواد متراكمة زائدة عن حاجة الجسم. كل هذه المواد تتحول إلى سموم ضارة بالجسم. وأكثر ما يسبب تلك السموم هو زيادة تناول البروتينات الحيوانية، وزيادة الأدوية والأعشاب غير الموصوفة.
ولكن هل يمكن أن يسبب الغذاء العادي تراكم تلك السموم؟. الجواب نعم لأن إنتاج الغذاء لم يعد يخضع لأمانة، ولا تتوفر المراقبة التامة على مراحل إنتاجه وتصنيعه، ولا نعلم مصادره، بل تأتينا الأغذية من كل مكان، وقد تنتج محليا، وفيها كميات من المبيدات وغيرها. المهم أن البيئة محملة بالمواد الضارة سواء في الهواء أو الماء أو الطعام، وبدون حرص وتدقيق فإن أجسامنا لن تحتمل تراكم تلك المواد.
الطريقة الصحية هي الحرص على سلامة الغذاء المتناول، وفي نفس الوقت محاولة التخلص من السموم المتراكمة بطرق منظمة، بما يعرف بطريقة التخلص من السموم (Detoxification).
مراحل التخلص من السموم:
المرحلة الأولى: هناك إنزيمات تسمى "المحفزات"، تساعد الجسم في التخلص من السموم، بإضافة ذرة نيتروجين أو أوكسجين لها، وهذا يسهل عمل المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: هناك مجموعة من الإنزيمات تسمى "المفرزات"، تقوم بربط المادة الكيميائية المحولة من المرحلة الأولى، وتربطها بمادة اسمها الجلوتاثيون "Glutathion"، أو ما يحلو أن يسميه أحد الزملاء أسد الجسم، فيقول Glutathion is the Body Lion، وهو فعلا الحارس القوي لأجسامنا، والمدافع عنها من هذه السموم، وهذه المادة تحول المواد الكيميائية من مواد غير ذائبة إلى مواد ذائبة، يسهل التخلص منها.
هناك جينات تتحكم في هذا الموضوع، وتجعل بعض الإنزيمات تعمل بفعالية، وبعضها لا يعمل بكامل قوته. ومن هنا يتدخل أمران مهمان وعجيبان، الأول هو التغذية، والأمر الآخر المهم هو الحالة الصحية النفسية للشخص، فكلما تحسن هذا الأمران قويت أجهزة الجسم في الدفاع.
وإذا أخذنا مثالا لشخص تناول لحوماً حمراء أكثر من حاجة جسمه، وهو السائد في المجتمع الخليجي بالذات عند الرجال، فشواء اللحوم وطبخها أكثر من اللازم ينتج مادة أمينية سامة اسمها المختصر HAA، ومادة هيدروكربونية اسمها المختصر PAH.
تأثير هاتين المادتين على الصحة سيئ، بالذات عندما يكون اللحم مشويا أكثر من اللازم، أو في حالة الأسماك واللحوم المدخنة التي تحتوي مادة سامة ثالثة تسمى أمينات النيتروز. كل هذه المواد السامة تتحول إلى مواد أكثر تعقيدا من خلال تفاعلات الجسم.
العمليات الحيوية الطبيعية في الجسم لا تستطيع أن تتحمل تلك السموم، ولا تستطيع أن تتخلص منها بشكل كامل، بالذات إذا كان الشخص مدمنا على أكل اللحوم المدخنة أو المشوية.
تأتي بعض الخضروات من العائلة الصليبية مثل الملفوف والبروكلي، وأيضاً البصل والثوم لترفع قدرة الإنزيمات التي تخلص الجسم من السموم، وتساعده لدفعها للخارج من خلال البول والبراز والعرق أيضاً.
والاعتدال في الأكل والشرب واختيار الأغذية الصحية بقدر الإمكان ومزاولة أي نشاط حركي مفيد، وهذه الوسائل الأفضل لحياة صحية، وفهم الطريقة المناسبة للتعامل مع ظروف الحياة تجعل الشخص أقدر على تدارك صعوباتها